بيان توضيحي سابق للحزب الوطني الاشتراكي الثوري * الوطد*

دفاعا عن الحقيقة ضدّ التشويه والمغالطة : تقرير حول أسباب الزجّ بالرفيق المناضل زهير السبوعي في السجن

يقبع الرفيق المناضل زهير السبوعي بسجن المسعدين بسوسة منذ يوم 26 نوفمبر 2012 نتيجة تهمة كيدية تحالف فيها عناصر من التجّمع ومن حركة النهضة وقد عبّر محاموه عن دهشتهم الكبيرة لإيقافه على ذمّة التحقيق رغم أنّه موظّف لدى الدولة من ناحية وعنوانه معروف من ناحية أخرى وأنّه في مثل هذه الحالات لا يقع إيقاف المتهم بل يحاكم وهو في حالة سراح. فما هي حيثيات هذه القضية المفبركة ؟

  1. 1.    أزلام التجمّع يبدؤون المعركة …

القصّة بدأت عندما قام الرفيق المناضل زهير السبوعي ، بعد أن شارك بكلّ فاعليّة في إنتفاضة الحرية والكرامة بجهة سوسة أين يقطن ويدرّس في المعهد الثانوي بحي الرياض ، بقيادة عمليّة طرد مدير المعهد الثانوي المذكور (مع ثلّة من أساتذة المعهد الغيورين على مؤسستهم والطامحين إلى كنس رموز النظام السابق) فالمدير الذي وقف أمامه الأساتذة بقيادة الرفيق زهير وصاحوا في وجهه “إرحل” (Dégage) هو تجمّعي حتّى النخاع ساءه أن يخسر موقعه وإمتيازاته فقام بمحاولة الضغط على الرفيق زهير حتّى يتراجع عمّا عزم عليه وذلك باستغلال نفوذه وإجبار تلميذتان تدرسان بالسنة الأولى على كتابة تقرير (بإسم المدير طبعا) تدّعيان فيه بأنّ الرفيق زهير قام بالتحرّش بهما جنسيّا. لكنّ ذلك لم يشفع له فلم يخف الرفيق زهير ولم يرتجف من ذلك ولم يتراجع عما عزم عليه ونجح في طرد المدير الذي وقفت إلى جانبه وبكل قوّة أستاذة تجمّعية حاولت الدفاع عنه لكنّ الرفيق زهير تصدّى لها في ايضا وقام بضحها في قاعة الأساتذة فما كان منها إلاّ أن قدّمت قضيّة في الثلب أرفقتها بشهادة الزور للتلميذتين. لكن حكمت المحكمة بعدم سماع الدعوىفخسرت هذه الأستاذة التجمّعية (التي كانت تنظّم رحلات للتلامذة والتلميذات إلى المراقص الليلية وذلك حسب شهادات مكتوبة من أساتذة المعهد) القضيّة في شهر نوفمبر 2011 لكنّ الأهمّ من كلّ ذلك هو تراجع التلميذتان عن شهادة الزور فكتبتا تقريرا قدمتاه إلى بعض الأساتذة تؤكّدان فيه أنّ التهمة هي من تلفيق الأستاذة التجمّعية التي أجبرتهما على كتابتها.

 

  1. 2.    ….وميليشيات النهضة تواصلها  

إنتهت إذا المرحلة الأولى لهذه المعركة بإنتصار الرفيق زهير السبوعي لكنّ الأستاذة التجمّعية التي وجدت نفسها وحيدة بعد طرد المدير التجمعي وتعيين مدير جديد دخلت معه أيضا في خلافات كبيرة ، لم تجد بداّ من التحالف مع أحد الأساتذة النهضويين الذي لم يتورّع في العديد من الحالات عن توزيع بيانات سياسية للدعاية لحركة النهضة داخل قاعة الأساتذة فلم يكن من الرفيق زهير إلاّ التصدّي له وبلغ الصراع أوجه أثناء مؤتمر النقابة الأساسية للتعليم الثانوي بحي الرياض حيث قاد الرفيق زهير قائمة ضدّ قائمة حركة النهضة التي تجنّد للترويج لها لافقط الأساتذة النهضويين والأستاذة التجمّعية المتحالفة معهم وإنما ايضا “رابطة حماية الثورة” بسوسة لكنّ إصرار الأساتذة على تثبيت إستقلالية العمل النقابي وعلى تجذير نضاليته أفرز نجاح القائمة الأولى التي قادها الرفيق زهير السبوعي فوزا ساحقا وسقطت قائمة النهضة وذلك يوم الجمعة 18 ماي 2012 فلم يكن من هذا الأستاذ النهضوي إلاّ الإستعانة بالأستاذة التجمّعية (المتعوّدة على تلفيق التهم الكيدية للرفيق زهير) لتلفيق تهمة جديدة له وفعلا قام الأستاذان مباشرة بعد إنتهاء اشغال المؤتمر (أي في نفس اليوم) بمصاحبة تلميذة متححّبة لا يدرّسانها بتاتا إلى المدير بعد أن ضغطا عليها لكتابة رسالة تتهم فيها الرفيق زهير بالتحرّش الجنسي علما وأنّ ما ورد بالرسالة لا يمكن أن يصدر عن تلميذة صغيرة حيث نقرأ من بين ما كتبت ما يلي :«هذا الأستاذ هو ناشط نقابي وسياسي وما يقوم به مخالف للشريعة الاسلامية ولحكومتنا المجيدة ومكانه هو واليسار السجن».هكذا وبكل وقاحة.

أمّا ما يثبت أنّ هذه التهمة هي تهمة كيدية فهو عدم علم والد الفتاة بالقصة إلاّ بعد نصف شهر بالتمام والكمال لكنّ الأهمّ من كل ذلك هو إرسال التلميذة المعنية إلى الرفيق زهير برسالة قصيرة (SMS) تقول له فيها “سامحني” وذلك يوم الاثنين 21 ماي 2013 وعندما سالها “عمّا أسامحك ؟” أجابته “اللّه يهلك اولاد الحرام اللّي يحبّو يتاجروا بيّ”. وقد وقعت معاينة هذه الرسائل من طرف عدل إشهاد ووقع تظمين شهادته في ملف القضية.

لكنّ القضيّة عادت للسطح ووقع تحريكها من جديد بعد أن دخل زهير السبوعي في صراع جديد مع الأستاذ النهضوي وذلك يوم 3 نوفمبر 2012 عندما أصدرت الهيئة الإدارية لقطاع التعليم الثانوي بيانا تعلن فيه إقرار إضراب عام قطاعي ليوم الخميس 22 نوفمبر 2012 حيث إنبرى الأستاذ النهضوي في التطاول على الإتحاد والنقابيين فما كان من الرفيق زهير إلاّ التصدّي له وفضح عدائه للطبقة العاملة والعمل النقابي.

وهكذا وبقدرة قادر وقعت دعوة الرفيق زهير للمثول أمام حاكم التحقيق يوم الإثنين 26 نوفمبر 2012 لسماعه حول شكوى التلميذة لكنّ المفاجأة الكبيرة هي إيقافه على ذمة البحث في ذلك اليوم حيث فاقت المدّة الآن 50 يوما. وقد تقدمت هيئة الدفاع منذ البداية بمطلب إطلاق سراح لكنّ حاكم التحقيق (الذي لم يختم ملف البحث إلى حد اليوم) طالب بتقرير المتفقد الإداري والمالي الذي قامت به وزارة التربية لكنّ الوزارة لم ترسله إلاّ يوم 4 جانفي 2013 وهو ما يبرّر ربما طول مدّة الإيقاف.

  1. 3.    ماذا فعل الحزب الوطني الاشتراكي الثوري «الوطد« في هذه القضية ؟

منذ أن وقع رفع القضية ضدّ الرفيق زهير وقع تشكيل لجنة لمتابعة الموضوع يرأسها الرفيق الأمين العام للحزب وقد قامت خاصة بما يلي :

  • تعيين هيئة دفاع من سوسة تتكوّن من الأساتذة : سهيل مديمغ ويوسف الأحمر وعبدالقادر الإسكندراني
  • بعد إيقاف الرفيق زهير يوم 26 نوفمبر وقع توسيع هيئة الدفاع لتشمل محامين آخرين من صفاقس والمنستير في مرحلة اولى ثمّ عند رفض المحكمة الإفراج عنه وقع تعزيز فريق الدفاع بالأساتدة عبدالناصر العويني وآسيا الحاج سالم من تونس العاصمة واللذان قدما إنابتهما للمحكة كما عبّر الأستاذ شكري بلعيد عن إستعداده للمشاركة في فريق الدفاع دون أن يقدّم نيابة في ذلك إلى حد الآن
  • الإتصال بالنقابة الجهوية للتعليم الثانوي بسوسة التي أصدرت بيان مساندة لصالح الرفيق زهير والإتحاد الجهوي للشغل بسوسة الذي راسل حاكم التحقيق ثم وقع الإتصال بالنقابة العامة للتعليم الثانوي التي راسلت وزارة التربية للمطالبة بالإسراع بإرسال تقرير المفقد الإداري والمالي إلى حاكم تحقيق جهة سوسة وكذلك الإتصال بالأمين العام للإتحاد العام التونسي للشغل للتدخّل من أجل الإسراع بإطلاق سراح الرفيق زهير
  • إصدار بيان مركزي بتاريخ 11 ديسمبر 2012 للتعريف بقضية الرفيق زهير بعنوان “الحرية للمناضل الرفيق زهير السبوعي”

في الختام نأمل أن يقع الإستجابة لطلب إطلاق السراح بعد وصول تقرير وزارة التربية إلى حاكم التحقيق بجهة سوسة خلال الأيام القريبة.

16 جانفي 2013

734092_268468379947398_1823049557_n

This entry was posted in عام. Bookmark the permalink.