الصراع الطبقي

” ان تاريخ كل مجتمع الى يومنا هذا(ثم يضيف انجلس فيما بعد: ما عدا المشاعة البدائية) لم يكن سوى تاريخ نضال بين الطبقات. فالحر والعبد، والنبيل والعامي، والسيد الاقطاعي والقن، والمعلم والصانع، أي باختصار المضطهدون والمضطهدون كانوا في تعارض دائم، وكانت بينهم حرب مستمرة، تارة ظاهرة وتارة مستترة، حرب كانت تنتهي دائما اما بانقلاب ثوري يشمل المجتمع بأسره أو بانهيار الطبقتين المتناضلتين معا”( ماركس انجلس البيان الشيوعي. kifeee7)
مع انقسام المجتمع الى طبقات ينشا النضال الطبقي الذي يؤلف خاصية التطور لكل التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية المتناقضة. ان الصراع الطبقي، اذ ينشا عن علاقات الملكية الخاصة، يصبح وسيلة في يد الطبقة المستغلة من أجل تعزيز سيطرتها، وهو في الوقت نفسه الطريقة الوحيدة للطبقات المستغلة والمضطهدة لتحرير نفسها من سيطرة الطبقات الرجعية الماسكة بزمام الحكم. وثمة قطبان دائمان في النضال الطبقي:قطب محافظ رجعي انتهازي من جهة وقطب ثوري من جهة أخرى الأول يسعى للمحافظة على القديم، والثاني يعمل على تحطيم هذا القديم وانشاء علاقات اجتماعية جديدة. ان خاصة كل تشكيلة اجتماعية قائمة على الملكية الخاصة هي في ان تناقضاتها لايمكن أن تحل في نطاق هذا الشكل من الملكية. ومع تطور التشكيلة تتعمق التناقضات وتحتدم وتنعكس في الصراع الطبقي وتحل بالثورة التي تحطم النظام القديم وتفتح الطريق امام تطور أسلوب الانتاج الجديد. ان الثورات ذاتها هي اعلى نقطة في قمة النضال الطبقي. وعلى هذا فان نضال الطبقات الثورية هو ذلك الشكل الضروري، تاريخيا من أجل النشاط العملي الاجتماعي، الشكل الذي يهدف الى الخروج عن نطاق التشكيلة الاجتماعية المتفسخة فيحرك بهذا المجتمع قدما إلى الأمام، ويرفعه إلى درجة جديدة أعلى تكون شروطها المادية مهيأة لتطور الإنتاج.

This entry was posted in أخبار و مقالات. Bookmark the permalink.