2013/10/25 تونس في
تحيي القوى التقدّمية والوطنية والثوريّة في مثل هذا الشهر من كل سنة, ذكرى انتصار ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى التي حطّمت سلطة الاوتقراطية القيصرية, سلطة راس المال والاقطاع وأرست أوّل دولة اشتراكية في تاريخ البشرية حيث الغت الملكية الخاصة لوسائل الانتاج وركّزت اسس النظام الاشتراكي الهادف للقضاء على الاستغلال واعلنت لاول مرة في التاريخ الحديث قيام دولة العمّال والفلاّحين الفقراء, دولة الاشتراكية التي أيّدها سائر العمّال في العالم وابناء الشعوب الكادحة والمضطهدة بما حملته من مبادئ واهداف ثورية لصالح الطبقة العاملة وعموم الكادحين وشعوب العالم المضطهدة.
لقد كانت ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى نصيرا صادقا لكل المظلومين والمقهورين والمضطهدين في العالم حيث فضحت الدسائس والمؤامرات الاستعمارية وحررت بقيمتها الثورية ومبادئها الماركسية-اللينينية ارادة الشعوب المستعمرة والشبه المستعمرة حيث ساهمت في دعم واسناد حركات التحرر الوطني ضد الامبريالية والاستعمار كما قامت سلطة ثورة اكتوبر الاشتراكية بفضح اتفاقية “سايس بيكو” الاستعمارية في الوطن العربي ووقفت ضد الصهيونية واعتبرتها حركة عنصرية استعمارية رجعية تخدم مصالح الامبريالية وأكّد “لينين” على أنّ فكرة “شعب يهودي” خاص فكرة واهية ومتداعية ورجعية في مرماها السياسي وضربت ثورة اكتوبر الاشتراكية الخلايا والمنظمات الصهيونية والماسونية داخل الاتحاد السوفياتي وكشفت أوكارها لشعبنا العربي وكافة الشعوب المضطهدة والمستغلّة.
انّ النظام الاشتراكي المبني على الاسس الماركسية-اللينينية والاممية البروليتارية, هو النظام الوحيد الذي افلح في حل المشاكل التي تخبّطت فيها الانسانية منذ تشكّل المجتمعات الطبقية حيث مكّنت الشعوب التي عانت تلك التجارب من حياة متطوّرة, مستقرّة و آمنة وذلك لفكّ الارتباط بالامبريالية والصهيونية والرجعية وبمعالجة مشاكل الانتاج والوزيع والفقر والبطالة والصحّة والتعليم والسّكن والضمان الاجتماعي والبحث العلمي والتكنولوجي وبتحرير الشعوب من كل اشكال الاستغلال الطبقي والظلم القومي وبتمكين الغالبية العظمى من الجماهير الشعبية من ممارسة سيادتها في المستوى السياسي والاقتصادي من خلال تكريس الديمقراطية البروليتارية.
انّ اعداء الاشتراكية العلمية اليوم من امبريالية وصهاينة ورجعيين ليبيراليين كانوا أم ظلاميين متموقعين في السلطة أو خارجها يبثون الوهم بترديدهم لمعزوفات خاوية مفادها أنّ التاريخ-بمعنى الصراع الطبقي- قد انتهى وانّ الشيوعية فشلت نهائيا وانّ الرأسمالية المبنية على اقتصاد السوق هي المستقبل الوضّاء للبشرية!!!
أليست الحروب العدوانية التي تشنّها الرأسمالية الاحتكارية وأدواتها الصهيونية والرجعية على شعبنا العربي في فلسطين والعراق وسوريا وليبيا وتونس ومصر … وعلى بقيّة الشعوب من حصار وتجويع واذكاء النعرات الطائفية والعرقية والقبلية والتي تسببت جميعها في مآسي يوميّة وضاعفت معاناة الجماهير الشعبية إلاّ دليل على بشاعة واجرام الرأسمالية ؟!
أليس احتكار ثروات العالم من قبل حفنة من اللصوص (أغنى أغنياء العالم البالغ عددهم 255 شخص يملكون قيمة 1 تريليون دولار أي ما يعادل الدخل السنوي ل 5,2 مليار من البشر الاكثر فقرا في العالم) وانتشار المجاعة والبؤس في كل أرجاء الارض( أكثر من مليار جائع في العالم وأكثر من مليار يعيشون على نصف دولار يوميّا )إلا دليل على أنّ الرأسمالية نظام لا يخدم سوى مصلحة الاثرياء والأعراف واللصوص.
إنّ ثورة اكتوبر الاشتراكية قد جعلت من الاتحاد السوفييتي قوّة عظمى على جميع المستويات, الاقتصادي, الاجتماعي,الفكري والعسكري في ظرف وجيز(1917-1930) بعد أن كانت اقطاره متخلّفة تئنّ تحت وطأة القرون المظلمة ممّا مكّنه من صدّ العدوان الامبريالي ودحر شبح النازية, هذا العدوان الذي يتكثف اليوم مع سياسة العولمة الامبريالية ومع زوال التجارب الاشتراكية بوصول التحريفية الى السلطة في أواسط خمسينات القرن الماضي.
انّ البربرية التي يعيشها العالم اليوم تحت سيطرة النظام الامبريالي المؤسس على دماء الشعوب وجماجمه يستدعي اليوم قيام ثورات وطنية تحررية واشتراكية على غرار ثورة اكتوبر لقلب موازين القوى لصالح الشعوب المضطهدة ضدّ الامبريالية ووكلائها. فالوفاق الطبقي والسلم الاجتماعية والحوارات الملغومة والتحالفات المشبوهة المدعومة من القوى الاستعمارية والتي هرولت اليها الاحزاب التحريفية والاصلاحية لا يمكن أن تساهم إلا في تأبيد عبودية الشعوب وبث الوعي الزائف .
عاشت ثورة اكتوبر الاشتراكيـــة العظمى نبرسا يضيء درب الثورييـن والوطنييـن.
عاشت نضـالات الشعوب من أجل الارض والحريـــــة والكرامــــة والوطنيــــــة.
تسقط الامبريالية وأدواتها الصهيونية والانظمة العميلة والرجعية.
منظمة الشببية الوطنية الديمقراطية الثورية
كفــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاح