لأجل فسحة استقرار ملحّة لرأس المال ، رجاء الى الشيخين العميلين !

بعد الزين بوه الحنين ، هاهو يسوّق لأبويه الحنينين الجديدين و “يلحلح باهم باش يقسموا السلطة ” … وانّه لا يتكلّم على هوى شخصي ، انّه مكلّف بمهمّة …

توجّه المسمّى نبيل القروي ، برسالة بعنوان “الى رجلين من بلدي ” ، محورها اقناع الشيخين الطارئين على الانتفاضة والمسار الثوري ، السبسي و الغنوشي ، باقتسام السلطة و يترجّاهما الاقدام على التسريع في ذلك من الآن خلال “المرحلة الانتقالية الثالثة ” . انّه الحل الأنسب لأزمة السلطة القائمة والقادمة ، أزمة يبدو أنّ ما من حل لها الاّ اقتسام السلطة بين النهضة والنداء – بين الاسلاميين و تجمّع الندائيين بروافدهم المختلفة اليساريين المتبرجزين والمتخلّين عن يساريتهم والخائنين لها و النيو تجمعيين والنيو دستوريين ، انّه الحل الاستباقي الذي يعوّض فشل الحوار الوطني و يحضّر من الآن لسيناريو اشتغلت عليه دوائر النفوذ المحلّي و الأجنبي بتنسيق محكم و بخطى ثابتة و بمتابعة لأدقّ التطوّرات و بتوجيه متحكّم في سير الأحداث و تطوّرها و بمراقبة عن كثب للواقع و تفاصيله حتّى لا تفاجأ هذه الدوائر بخلخلة جديدة ، أكيد أنّها على الأبواب ، كما خلخلة انتفاضة 17 ديسمبر و هبّة الكادحين والمعطّلين و المهمّشين . انّها رسالة موجّهة ، ليس للشيخين العجوزين الملتفّين عن الثورة غير المنتهية والمكلّفان باجهاضها و الاجهاز على أي أفق ثوري يمسّ بجوهر العمالة ، ليست رسالة الى هذين الشيخين – المسمسر بالدين والشيخ المسمسر بالحداثة ، بل هي رسالة مضمونة الوصول للرأي العام بالسيناريو الجديد الذي يطبخ على نار هادئة لتسهيل فرض ميزانية 2014 اللاشعبيّة واللاوطنية ، انّه الحل الاستباقي للرأس المال العالمي و الرأس المال السمسار لأنّ السياسة المالية المبرمجة والمملاة من صندوق النقد الدولي و البنوك العالمية الدائنة التي فرضت شروطها ، كعادة رأس المال دائما في غرس أنيابه في جسد الشعوب المنهكة ، شروط واملاءات من المؤكّد أنّها ستزيد من معاناة التونسيين و ستفاقم أزمة البطالة و التهميش وستزيد من تفقير المفقّرين و ستلحق بهم فئات جديدة من الشريحة الدنيا من الطبقة الوسطى ومن الفئات الدنيا من البورجوازية الصغرى و ستزيد من تذمّر عموم التونسيين من عدم تلبية مطالبهم المشروعة في الشغل والحرية والكرامة الوطنية والانسانية ، المطالب التي ضحّوا من أجلها بدماء شبابهم و دماء رموزهم المناضلة و دماء جنودهم و أمنييهم المتصدّين للارهاب ، الارهاب الموجّه عن بعد ومن أجهزة متقاطعة مع مصالح رأس المال العالمي و مصالح الدول الاستعمارية ومع الصهيونية الحريصة على تحويل وجهة الثورة الشعبية نحو قضايا مفتعلة و الى فوضى هدّامة للدول و فوضى خلاّقة لهندسات كيانية و خرائط جغراسيّة جديدة تديم هيمنتها على الأرض العربية وعلى الانسان العربي و الانسان المسلم ، هذه السياسة وما يتوقّع لها من ردود أفعال عنيفة من القادر على تحمّل رجّاتها ؟ لا النهضة بمفردها و لا النداء بمفرده ، بل في شراكتهما فرصة لامتصاص الرجّات والهزّات الاجتماعية المنتظرة …انّها رسالة للرأي العام و ليس للشيخين لاقناعه بتقبّل هكذا سيناريو – سيناريو اقتسام السلطة والانطلاق في شراكة سياسية بين النداء والنهضة و الاشتغال على ترويج هذا السيناريو كحل وحيد كفيل بانقاذ تونس من كلّ المخاطر القائمة والقادمة …انّه لا يتكلّم عن هوى شخصي …ليعبّر عن آراء شخصيّة و طموحات شخصية ، قد تصل الى حدّ سذاجة المطالبة به كرئيس حكومة محايد و مستقل ، سذاجة لا نستغرب لها بعد أن تابعنا مهزلة مشاركة عربي نصرة في الحوار الوطني …. لادارة المرحلة المسماة مرحلة انتقالية ثالثة ، الطموحات الشخصية ليست الاّ بالونات اختبار للتعمية و التورية على الدعوة الأصل – الدعوة “الصندي ” – الدعوة ” كتاع الصحّيح في الصحّيح ” …انّه القروي سادتي الذي بقدرة قادر لعب دور اعلامي مؤثّر تأثيرا محدِّدا لتوجّه الرأي العام الانتخابي بعرض فيلم بيرسيبوليس و ما نجم عنه من تعبئة وتحشيد عكسي ، في الظاهر تمّت ملاحقته كمعتدي على المشاعر الدينية ، بينما في الأصل قدّم أجلّ الخدمات لمن يتاجر بها : أنجز مهمّة ايهام الشعب أنّ الاسلام في خطر و ؟أوهم الشعب الكريم المنفلتة مشاعره أنّ ما من حل له الاّ النهضة والنهضويين الذين “اخافوا ربّي ” لاستئمانهم عن مصير البلاد والعباد و عن مصير الدين قبل هذا وذاك …والنتذكّر أنّ قطر من صدف الوقائع وتقاطعها ، تساهم بعد فترة بهبة قيمتها 5 مليون دولار في مشروع فيلم من انتاج طارق بن عمّار ، المالك الفعلي لقناة نسمة و شريك بيرلسكوني ، ولكم أن تتتأمّلوا الخيط الرفيع والدقيق الرابط بين الجميع ، “اتبعوا الغرزة ” …ولأجل أن “انتبع غرزة ” ها الرسالة ، لنتذكّر دوره في تنظيم لقاء باريس ، بمعية رئيس حزب توّا سليم الرياحي ، و مرافقته للقاءات السبسي الدولية حين كان رئيس حكومة ، والتي فاخر بها وذكّر بها في رسالته هذه …انّه الرأس المال المافيوزي المحلّي في علاقته بالرأس المال العالمي و تحكّمهما في الاعلام لفرض التوجّهات السياسيّة التي تخدم مصالحهم …ملخّص الرسالة : …” من غير المعقول التمادي في المكابرة العقيمة وراء مفردات مهترئة مثل الشرعية هنا و الشارع هناك و أنتما تدركان أنّ تونس في حاجة ماسّة الى مساومة تاريخية كبرى مفضية لتعايش سلطوي بينكما هو وحده القادر على تأمين انتقال ديمقراطي نموذجي لعلّه يكون الأكثر فرادة ونجاحا في مسارات الانتقال الديمقراطي تاريخيا و عالميا … الوقت ضيّق و الحسم مطلوب سي الباجي قائد السبسي و الشيخ راشد الغنّوشي …اما أن تقودا البلاد نحو سلطة تعايش تؤسّس فسحة استقرار ضروري و ملحّ اليوم ودون تأخير …”_ جريدة المغرب ص7 الاربعاء 20 نوفمبر _ انّه لا يتكلّم على هوى شخصي انّه مكلّف بمهمّة الترويج والتسويق لحل يختمر أمام الفشل المؤكّد للحوار …قلناها و أكّدنا على ضرورة الخط الوطني المستقل لجبهتنا الشعبية جبهة العمل و الأمل ، الأمل في بديل عن منوال التنمية الذي فقّر تونسنا و فقّر التونسيين والذي يتواصل اليوم و لأجل استمراره و لفرض ميزانية 2014 والترفيع في الضرائب و رفع الدعم عن المواد الأساسية و الترفيع المشط للأسعار ، خاصة أسعار المواد الأساسية كالخبز والعجين والمحروقات ، و لمزيد رهن بلادنا الى فخّ المديونية المعيق لتنميّتها ، لأجل ذلك يحتاج الرأس المال العالمي الى ” فسحة استقرار ضرورية وملحّة ” ولن يضمنها غير العميلين الأكفأين الغنوشي والسبسي – النهضة والنداء … ، فكيف لجبهتنا اليوم أن تقنع شعبنا المنتفض واليقظ بعد أن تحالفت مع السبسي و تذيّلت الى النداء ؟ على أمل أن لا يخرج لنا من ارتضى لنفسه أن يلعب دور الشارح الصغير للعميل الكبير ويكّذب احتمال تقاسمه للسلطة مع الغنوشي فيزيد من عزلة جبهتنا التي فوّت في رصيدها بكلّ غباء لصالح هذا العميل الاحتياطي الذي أثبت جدارته في العمالة منذ 1956 … يبقى الأمل في تدارك ممكن شرط نقد ذاتي جريء يبدو أنّ يسارنا منفصما الى درجة أنّه نسي مبادئه الأساسيّة في العمل السياسي و في علاقته مع الجماهير …و كم يؤلمنا الصوت الساخر : نم نم يارفيقي نم فقد دمّرنا الجبهة الشعبية التي بنيناها على خط الاستقلال عن العميلين حين اصطفاف جبهتنا وراء أحد العميلين …و الأمل في الشعب المنتفض واليقظ الذي ، سيتنادى الى التمرّد ضد ميزانية 2014 كما تنادى في 1864 الى الامتناع عن دفع الضرائب ، الأمل كلّ الأمل في ارادة الحياة التي ستطيح بالعميلين و من تذيّل لهما … وبمن راسلهما متوسّلا اقتسامهما السلطة …

This entry was posted in أخبار و مقالات. Bookmark the permalink.